التوجه إلى الله

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد : فأريد أن أقول أن الشريعة التي فرضها الله على عباده من أوامر ونواه تحدد مدى تقى كل واحد منا فالعبد المتقرب إلى ربه عز وجل لابد وأن يكون قد أدرك أن ما يأمر به الخالق عز وجل ليس محض أوامر ليشق بها على عباده بل هي فرائض تأتي من ورائها المنفعة للعبد وإن لم تكن عاجلة فهي إذا آجلة ، فبعض العبادات كالصوم مثلا له فوائد جسمية عديدة، هذا فضلا عن الأجر الذي يجزى به العبد في دنياه وآخرته من طرف مولاه عز وجل ، فهكذا تجد عمله صالحا وفي كل لحظة هو يفكر في خالقه ومولاه ويتوجه إليه ويستغفره من كل زلة أو عثرة ، وكلما كانت مرتبة العبد أقرب إلى ربه زاد توجهه إليه وتفكيره فيه وحبه له ، فتجده دائم الطاعات والعبادات وكثير الصدقات وكلها يريد بها نيل مرضاة خالقه ومولاه ، وخير مثال هو سيد الأنام صلى الله عليه وسلم حيث كان يقضي ليله ونهاره في العبادة والتوجه وحتى حين يكون نائما إذ قال عليه الصلاة والسلام : "تنام عيني ولا ينام قلبي" فهذا دليل على أن هناك جانبا من قلبه صلى الله عليه وسلم دائما وأبدا متلفت إلى الله عز وجل . اللهم إنا نحمدك ونشكرك على نعمك التي مننت بها علينا قلبا ولسانا وجنانا ونسألك التثبيت على الإيمان والإسلام واتباع الطريقة التيجانية والسلام عليكم