المحور الخامس
وأما المحور الخامس المتعلق بالترجمة عن الإمام البكري، فإنه رضي الله
عنه ترجمه جماعة من جلة العلماء من بينهم المناوي والغزي والشعراني والشيخ
إبراهيم العبيدي والنبهاني، وقد أفرده بالترجمة ولده الشيخ أبو السرور
البكري في كتاب سماه الكوكب الدري في مناقب الأستاذ محمد البكري، قال
النبهاني في جامع كرامات الأولياء ج 1 ص 312 ما لفظه: " محمد بن أبي الحسن
المصري الولي الكبير أحد مشاهير العارفين"، قال المناوي : "سمعته يقول:
"إن لله عبدا بين أظهركم حاضرا معكم في مجلسكم هذا ينزل إليه في كل يوم
ملك صبيحة يأمره بمكارم الأخلاق وينهاه عن مساويها"، يعني نفسه.
وقال الغزي في ترجمته: "سيدي أبو المكارم شمس الدين محمد البكري الكبير
الشيخ الإمام شيخ الإسلام أستاذ الأستاذين وإمام الأولياء العارفين شمس
الدين بن أبي الحسن البكري من كراماته ما حدث عنه أحد جماعته الشيخ الفاضل
عبد الرحيم الشعراوي، قال : "جاورت بمكة المشرفة مع الأستاذ سيدي محمد
البكري الصديقي في بعض مجاوراته وكنت كثير الملازمة له شديد الاتصال به،
فبينما هو جالس يوما بالحرم الشريف بباب إبراهيم وأنا عنده، إذ جاءه
الخادم من منزله فطلب شيئا من النفقة ولم يكن معه إذ ذاك ما ينفق، فقال
للخادم: "نرسل الآن إن شاء الله"، فمضى الخادم ثم عاد ولح في الطلب، فأجاب
الشيخ بما أجاب أولا وتكرر ذلك من الخادم فنهض الشيخ للطواف وأنا معه وهو
يقول:
صوح النبت فاسقه = = قطرة من سحائبك
وأغثنـــا فإننا == في ترجي مواهبك
وما زال يكررها في الطواف وإذا بشخص هندي أقبل على الشيخ وقبل يده ورفع
له من جيبه صرة من الدنانير وقال: يا سيدي هذه هدية لك أرسلها معي ملك
الهند فسجد الشيخ شكرا لله تعالى وانقلب إلى أهله مسرورا".
قال الغزي : وبلغني أن رجلا ذكر سيدي محمد البكري مرة فقال : "لا أدري
كيف أمر الشيخ في سعة دنياه وتبسطه فيها إلى حد الإسراف، فمر عليه الشيخ
فلما قبل يديه قال له : "يا بني الدنيا بأيدينا وليست في قلوبنا"، مات سنة
994 هـ وجاء تاريخه بالجمل "مات قطب العارفين".
قال الشيخ إبراهيم العبيدي في كتابه عمدة التحقيق في بشائر آل الصديق:
قال الشيخ أبو السرور البكري في كتابه الكوكب الدري في مناقب الأستاذ محمد
البكري : "ومن كراماته رضي الله عنه ما ذكر عنه أنه حج سنة من السنين وزار
قبر النبي صلى الله عليه وسلم فلما جلس بين الروضة والمنبر خاطبه النبي
صلى الله عليه وسلم شفاها وقال له بارك الله فيك وفي ذريتك"، ثم قال: "لا
يخفاك أن عموم بيتهم وبيت قصيدهم وقطب دائرتهم على الشمول والاستغراق
الأستاذ محمد أبو المكارم البكري، فإن الأستاذ سيدي عبد الوهاب الشعراني
ترجم عن كل من أكابر الأولياء إلا سيدي محمد البكري فإنه اعترف بالعجز عن
ترجمته وقال عنه: "هذا لا يظهر أمره إلا في الآخرة".المزيد
http://etteyssir.com/spip.php?article243