قرأت منقولاً : يقول الإمام مالك رحمه الله ( من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ومن جمع بينهما فقد تحقق) انظر حاشية العلامة علي العدوي على شرح الإمام الزرقاني في الفقه المالكي (ج3/ص95) الجزء الثالث صفحة خمسة وتسعون وفي غير ذلك من أخبار الإمام مالك والأئمة الأربعة المشهورين وغيرهم
الإمام الشافعى رحمه الله
قال الذهبى عنه فى ترجمة الشافعى : قَالَ الإِمَامُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ غَانِمٍ فِي كِتَابِ (مَنَاقِبِ الشَّافِعِيِّ) لَهُ، وَهُوَ مُجَلَّدٌ: جَمَعْتُ دِيْوَانَ شِعْرِ الشَّافِعِيِّ كِتَاباً عَلَى حِدَةٍ. ثُمَّ إِنَّهُ سَاقَ بِإِسْنَادٍ لَهُ إِلَى ثَعْلَبٍ، قَالَ: الشَّافِعِيُّ إِمَامٌ فِي اللُّغَةِ.أهـ إنتهى كلام الذهبى رحمه الله
قال الامام الشافعى فى ديوانه :
فقيــهاً وصوفى فكن ليس واحداً فإنى وحق الله إيــــاك أنصح
فذلك قاسٍ لم يعرف قلبه التقى وهذا جهول فكيف بالله يصلح
والبيتان تجدهما فى ديوان الإمام الشافعى رحمه الله تحت عنوان الفقه والتصوف متلازمان فما قولك فى وصية الإمام الشافعى المتوفى سنة 204هـ للأمه أن تتصوف ويحلف على هذه النصيحه كيف لا وقد أخذ العلم عن الفضيل بن عياض الصوفى ونقل ذلك الذهبى فى سير النبلاء ترجمة الشافعى فقال : ( وَأَخَذَ العِلْمَ بِبَلَدِهِ عَنْ: مُسْلِمِ بنِ خَالِدٍ الزَّنْجِيِّ - مُفْتِي مَكَّةَ - وَدَاوُدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَطَّارِ، وَعَمِّهِ؛ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ شَافِعٍ - فَهُوَ ابْنُ عَمِّ العَبَّاسِ جَدِّ الشَّافِعِيِّ - وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي بَكْرٍ المُلَيْكِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ سَالِمٍ، وَفُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ، ) ، وقال أيضًا -الإمام الشافعي-: (حبب إليَّ من دنياكم ثلاث ترك التكلف وعشرة الخلق بالتلطف والإقتداء بطريق أهل التصوف ) ـ أورده الصفورى الشافعى فى كتابه نزهة المجالس ومنتخب النفائس ـ باب المحبه وذكره العجلونى الشافعى فى كتابه كشف الخفاء والالباس لما إشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس / حرف الحاء المهملة / حديث حبب الى من دنياكم ثلاث . أما ماذكر عنه من أقوال أمثال أس التصوف الكسل ونحوه فمحمول على أنه قبل أن يُجالس الصوفيه فلا يُعقل أن يثبت عنه المدح لهم فى ديوانه ويحلف على نصحه بصحبتهم ويأخذ العلم منهم ثم يذمهم فأفهم تغنم .... والله أعلم
وقرأت منقول عن الإمام الشافعى أنه قال : ( صحبت الصوفية فاستفدت منهم ثلاث كلمات قولهم الوقت سيف إذا لم تقطعه قطعت وقولهم نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل وقولهم العدم عصمة ) كتاب تأييد الحقيقة العلية للإمام جلال الدين السيوطي صفحة /15
الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله
قال الشيخ محمد بناحمد السفارينيالحنبلي فى كتابه غِذَاءَ الْأَلْبَابِ، لِشَرْحِ مَنْظُومَةِ الْآدَابِ / مطلب: فِي الِاسْتِمَاعِ لِلْقِرَاءَةِ وَالْخُشُوعِ : ( وَذَكَرَ الْحَافِظُ ابْنُ الْأَحْصَرِ فِيمَنْ رَوَى عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَدَ فِي تَرْجَمَةِ إبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَلَانِسِيِّ قَالَ قِيلَ لِلْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ الصُّوفِيَّةُ يَجْلِسُونَ فِي الْمَسَاجِدِ بِلا عِلْمٍ عَلَى سَبِيلِ التَّوَكُّلِ , قَالَ الْعِلْمُ أَجْلَسَهُمْ , فَقِيلَ لَيْسَ مُرَادُهُمْ مِنْ الدُّنْيَا إلَّا كِسْرَةُ خُبْزٍ وَخِرْقَةٍ , قَالَ لا أَعْلَمُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَقْوَامًا أَفْضَلَ مِنْهُمْ , قِيلَ إنَّهُمْ يَسْمَعُونَ وَيَتَوَاجَدُونَ عِنْدَ الْقُرْآنِ فَيَحْصُلُ لِبَعْضِهِمْ مَا يَحْصُلُ مِنْ الْغَشْيِ وَالْمَوْتِ كَمَا كَانَ يَحْصُلُ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ وَعَذَرَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ رضي الله عنهم , فَلا مُخَالَفَةَ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ . انْتَهَى . بل أن الإمام أحمد رحمه الله كان يستفتى الساده الصوفيه أورد الذهبى فى سير أعلام النبلاء ترجمة أبو حمزه البغدادى نقلاً عن ابن الاعرابى : وَقَدْ سَمِعْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُوْلُ: قَالَ لِي أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: يَا صُوفِيُّ! مَا تَقُوْلُ فِي هَذِهِ المَسْأَلَةِ؟ (( قال الشعرانى فى كتابه الانوار القدسيه : وفى ذلك غاية المنقبه للقوم )
وأورد الشيخ أمين الكردي فى كتاب تنوير القلوب / القسم الثالث / التصوف : أن الإمام أحمد بن حنبل كان يقول : قبل مصاحبته للصوفية يقول لولده عبد الله (يا ولدي عليك بالحديث وإياك ومجالسة هؤلاء الذين سموا أنفسهم صوفية فإنهم ربما كان أحدهم جاهل بأحكام دينه) فلما صحب أبا حمزة البغدادي الصوفي عرف أحوال القوم أصبح يقول لولده(يا ولدي عليك بمجالسة هؤلاء القوم فإنهم زادوا علينا بكثرة العلم والمراقبة والخشية والزهد وعلو الهمة)