يؤذيني ما يؤذيهم
وفي وصية للشيخ الأكبر سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه وهو يحث على العفو يقول: "وتجنبوا
معاداة الأرحام, وعقوق الوالدين, وكل ما يوجب الضغينة في قلوب الإخوان, وتجنبوا
البحث عن عورات المسلمين, فإن من تتبع ذلك فضح الله عورته وهتك عورة بنيه من بعده,
وأكثروا العفو عن الزلل, والصفح عن الخلل لكل مؤمن, وآكد ذلك لمن واخاكم في
الطريقة, فإن من عفا عن زلة عفا الله له عن زلات كثيرة, ومن وقع فيكم بزلة ثم
جاءكم معتذراً فاقبلوا عذره وسامحوه لكي يقبل الله أعذاركم ويسامحكم في زلاتكم،
فإن شر الإخوان عند الله من لا يقبل عذراً ولا يقيل عثرة"
اللهم اجعل سيئاتنا سيئات من أحببت، ولا تجعل حسناتنا حسنات من أبغضت فالسيئات مع الحب لا تضر، والحسنات مع البغض لا تنفع، وقد أخبر سيدي محمد الغالي رضي الله عنه وأرضاه أن واحداً من أصحاب الشيخ رضي الله عنه كان جالساً في مسجد من مساجد فاس صانها الله من
كل باس وكان بجنبه واحد من الفقهاء فقال لصاحب الشيخ رضي الله عنه أنكم
تعمرون المساجد بأبدانكم ولا تعمرونها بقلوبكم فقال له صاحب الشيخ رضي
الله عنه وأرضاه وعنابه نحن محبوبون مقبولون على أي حالة كنا ثم خاف من
هذه المقولة ورجع إلى الشيخ رضي الله عنه وأرضاه وعنابه مشفقاً على نفسه
وذكر له القصة كلها فقال له رضي الله عنه وأرضاه وعنابه: [نعم أنتم
محبوبون مقبولون على أي حالة كنتم, فهلا قلت له نحن محبوبون مقبولون على
أي حالة كنا على رغم أنوفكم].أ.هـ (رماح) {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك
فليفرحوا هو خير مما يجمعون}, {ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم
من أحد أبداً ولكن الله يزكي من يشاء},{ ذلك فضل الله يوتيه من يشاء والله
ذو الفضل العظيم],يذكرأنه وقع بين رجلين من أصحاب الشيخ رضي الله عنه
مناقشة توجب مجافاة، فأمر رضي الله عنه أن يصلح بينهما، وقال: إن النبي
صلى الله عليه وسلم أمره بذلك وقال: [قال لي صلى الله عليه وسلم قل
لأصحابك: (لا يؤذوني بإذاية بعضهم بعضاً، فإنه يؤذيني ما يؤذيهم)]،واني
اسألكم لوجه الله تعالى ان لاتنسانا من دعائكم ,
وإذا كان الوصل والقطع لله تساوى التقريب والآقصاء